بحث هذه المدونة الإلكترونية

2008/09/20

télécommande


أعتقد أنّ الآلة الأكثر استخداما هذه الأيّام في المنازل التونسيّة هي آلة التحكم عن بعد في جهاز التلفزيون والمتعارف عليها بــ:»التيلي كوموند».
فهذه الآلة الصغيرة تمثّل أهم وسيلة للمشاهد التونسي للهروب من كوابيس قنواتنا التلفزية الوطنية الذّاهبة في استهتارها بانتظارات جمهورها ومزيد استبلاهه، وأعتقد أنّ قنواتنا التلفزيّة تتبنّى شعارًا موحدا تمثّل في «خُذ وهم على قد عقولهم» أي نحن المواطنون الذين يدفعون الأموال لهذه المؤسسات.فالغُبْنُ الذي يسبح فيه المشاهد التونسي وهو يتابع ما تقدمه له التلفزة التونسيّة لا يمكن أن نقدّر حجمه ذلك أنّه يتضاعف كل ليلة ومع كل برنامج أو سلسلة أو مسلسل ولولا أزرار آلة التحكم عن بعد لخرجت في شوارع البلاد مسيرات شعبيّة حاشدة تطالب باغلاق مؤسسات الارسال التلفزي.ولو قام المعهد الوطني للاحصاء بعمليّة سبر آراء لمتابعات المشاهد التونسي لوجد أنّ واحدا بالمائة ـ أو أقل ـ يتابعون البرامج التونسيّة وحتما سيكون ذلك الواحد بالمائة هم الممثلون والتقنيون والمخرجون والمنشطون وعائلاتهم وأعتقد أنّ لا غرابة في ذلك خاصة أنّنا صرنا اليوم نطالع في «جينيريك» بعض الأعمال عشرات الأسماء التي تنتمي إلى نفس العائلة مثل أحد المسلسلات الذي كُتب على البعض أن يُشاهده عنوة هذه الأيّام، حيث نجد أنّ مخرجه ومنتجه واحد ونطالع في «جينيريكه» أكثر من عشرة أسماء من نفس العائلة منهم الممثل ومنهم التقني!! لكأنّ الأمر بات ترفا ثقافيا، فيكفي الواحد أن يكون متنفّذا وله الملايين ليجبرنا على تقبّل نزواته!!!أعود إلى آلة التحكم عن بعد فأقول أنّ المحطّات التلفزية اللبنانية والسورية والمصرية ـ وطبعا الفرنسية ـ جميعها صارت الملاذ الحقيقي للمشاهد التونسي لجديّة ما تقدّمه من أعمال دراميّة هادفة ومن برامج جادة...ويكفي أن نذكر مسلسل «باب الحارة» مثلا أو مسلسل «اسمهان» للمخرج التونسي شوقي الماجري لنقدّر حجم الفارق بين الطرح الذي تقدّمه هذه الأعمال مضمونيا وتقنيا وبين المكتوب علينا أن نشاهده على تلفزتنا التونسيّة بطرحه البسيط والساذج...