بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009/09/23

بعد عرض التقرير السنوي الخاص به: هل تكفي التجهيزات والمنشآت للاقتراب من مشاغل الشباب؟


بحضور عدد كبير من الإعلاميين والإعلاميات، عرض السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية في لقاء وصفه بأنه غير كلاسيكي وستدأب علي تنظيمه الوزارة، عرض التقرير السنوي للشباب الذي جاء راشحا بالأرقام والنسب واللاحصائيات لمَ تم تحقيقه وانجازه لفائدة الشباب والرياضيين خلال السنة الجارية 2008\2009 تنفيذا لعدة قرارات وتوصيات رئاسية ووزارية بالخصوص. وقد تضمن التقرير سبعة محاور رئيسية هي الإستراتيجية الوطنية للشباب، الشباب والتعليم والتكوين، الشباب والإدماج المهني والتشغيل، الشباب والرعاية الصحية والاجتماعية، مؤسسات الشباب والترفيه الشبابي، الحوار مع الشباب ورصد شواغله، الشباب والنشاط الرياضي.

ومن بين المعطيات الواردة بهذا التقرير السنوي بخصوص التعليم والتكوين والإدماج المهني والتشغيل انتفاع أكثر من 60 ألف شاب من برامج الإدماج والتأهيل المهني مقابل 57 ألف سنة 2008 واستفادة حوالي 9 آلاف شاب من برنامج تكفل الدولة بنسبة 50 % من الأجور المدفوعة بعنوان التشجيع على انتداب حاملي الشهادات العليا و تشغيل 2357 معوقا من برامج التشغيل والإدماج المهني. كما انتفع أكثر من 36 ألف طالب من أبناء العائلات ذات الدخل المحدود بمساعدات اجتماعية خلال السنة الجامعية 2009/2008.

وفي ما يخص التنشيط الشبابي أشار الوزير إلى أنه سيتم قبل موفى سبتمبر الجاري مضاعفة عدد الحواسيب بدور الشباب بإضافة 2000 حاسوب جديد. كما أن الوزارة أمضت يوم 10سبتمبر اتفاقية مع شركة اتصالات تونس لربط كل دور الشباب بالـ (ADSL) ذات سعة تدفق عالية. كما وقع التخفيض في معلوم الإبحار على الأنترنات بدور الشباب بإقرار معاليم رمزيّة.

أما فيما يخص الجانب الرياضي فقد أشار السيد سمير العبيدي إلى الشروع في تنفيذ خطة تعميم الفضاءات الرياضية بدور الشباب بإحداث 35 فضاءا رياضيا بقيمة مليار و270 مليون من المليمات، كما تمت إعادة هيكلة الجامعات الرياضية الأولمبية في انتظار إعادة هيكلة الجامعات غير الأولمبية، وقد تم تجديد 39 جامعة رياضية سنة 2009 كما أشار إلى ارتفاع عدد المجازين في كافة الاختصاصات الرياضية ليبلغ عددهم 123.386 مجازا و29.465 مجازة.

وأشار الوزير إلى أن نسبة تجديد المكاتب الجامعية بلغت 59 بالمائة ، وتنامى حضور المرأة في مواقع المسؤولية صلب هذه المكاتب ليبلغ نسبة 23.52 بالمائة. كما تضاعفت منح الجمعيات الرياضية الصغرى من مليار وثمانية ملايين سنة 2008 إلى مليارين وخمسة وعشرون مليونا سنة 2009 وتم ضبط خطة مشتركة بالتعاون بين وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية ووزارة التربية والتكوين لدعم الرياضة المدرسية وتشكيل لجنة مشتركة دائمة لمتابعة تنفيذها (تجميع الشراءات المتعلقة بالأثاث والتجهيزات الرياضية/اقتناء 10 فضاءات رياضية متنقلة وتخصيص125 مليون سنويا لمكافأة المؤسسات التربوية المتألقة رياضيا)، والترفيع في الاعتماد المخصص لاقتناء التجهيزات الرياضية لفائدة المؤسسات التعليمية ليبلغ الملياران.

أما اللجان الوطنية التي ضمت خبراء، وفنيين، ومسيرين رياضيين والتي انكبت طيلة نصف سنة على دراسة الملفات الرياضية ذات الأولوية في القطاع وخاصة منها مسائل التمويل الرياضي وصيانة التجهيزات والسلوك الحضاري في الملاعب، فقد أعدت تقارير تضمنت مقترحات عملية سيتم عرضها في إبانها.

كما تم في إطار خطة وطنية لاكتشاف المواهب تأطير 390 ألف تلميذ في المدارس الابتدائية تم توجيه ما لا يقل عن 5000 منهم إلى خلايا النهوض بالرياضة بالوسط المدرسي المتبناة من طرف الجامعات والجمعيات الرياضية لإحكام إعدادها.

وذكر السيد سمير العبيدي للأموال المرصودة من قبل الدولة بكافة مؤسساتها العمومية لصيانة المنشآت الرياضية والشبابية ومنها المركب الرياضي والشبابي برادس الذي استأثر بمبلغ ناهز المليار و700 مليون للحفاظ عليه وصيانته باعتباره درة المتوسط وفضاء دافعا، مثله مثل باقي الفضاءات، للرياضيين والرياضيات وللجمعيات والفرق من التألق وحصد الجوائز على غرار السباح أسامة الملولي ومنتخبي كرة الطائرة والسلة ومنتخب الأصاغر لكرة اليد.

تبقى الأرقام والنسب والبنية التحتية بمبانيها وتجهيزاتها العصرية عنصرا أساسيا ورافدا مهما في الإحاطة بالشباب وتيسير عملية إدماجهم في السياق المجتمعي وتمكينهم من إثبات ذواتاتهم الخلاقة واستثمار مهاراتهم وطاقاتهم الإبداعية والإنتاجية وحتى "يعيش على إيقاع العصر وتحولاته" ولكن يظل المدخل الأساسي لهذا الرهان القدرة على الاقتراب بشكل بيداغوجي ومنهجي من التفاصيل البسيطة لحياة الشباب ومعرفة مشاغلهم الحقيقية في ظل النسق المتسارع للتغيرات الحياتية ووطأة البطالة التي تنهش كل طاقة خلاقة لدى أي شاب أو شابة، فالمعطل عن العمل لا يمكنه أن يستمتع ببرنامج ترفيهي توفره له دار شباب مجهزة بأحدث التقنيات، وآلاف المتخرجين من الجامعات والكليات والمعاهد العليا المشتتين بين مراكز النداء ومكاتب التشغيل والمقاهي تبدو عملية إدماجهم المجتمعية عملية دونكيشوتية ما لم تتوفر لهم فرص العمل التي سهروا لأجلها الليالي الطوال.