بحث هذه المدونة الإلكترونية

2012/02/16

رائد حركة آفاق اليسارية محمد بن جنات يوارى التراب

وصل جثمان المناضل التونسي محمد بن جنات إلى تونس يوم الأربعاء 15 فيفري حيث سيوارى الثّرى بمسقط رأسه بمدينة قليبية وهو المكان الذي عبر الفقيد قبل وفاته (11 فيفري 2012) عن رغبته في أن يدفن بين أهله و أحبابه و أن لا يُخصّ بأية مراسيم لاستقبال رفاته أو لدفنه، بعد أن توفيّ بمستشفى باريسي بعد صراع مرير مع مرض العضال عن سنّ تناهز 72 سنة. محمد بن جنات كان مناضلا في الحركة الطّلابية وكان من روّاد حركة آفاق اليسارية في ستينات القرن الماضي ومن أوائل سجناء الرأي في فترة الحكم البورقيبي. اشتهر عالميا في سنة 1967 على إثر مسيرة حاشدة بالعاصمة احتجاجا على العدوان الصهيوني على مصر، وشهد إحراق مقرّ تابع للسفارة الأمريكيّة وإصابته برصاصة. وبعد اعتقاله على خلفيّة تلك المظاهرة وجّه له النّظام البورقيبي تهما عديدة منها محاولة حرق سفارة الولايات المتحدّة الأمريكية وأدت إلى الحكم عليه بعشرين سنة أشغال شاقة وإلى قيام حركة تضامن عالمية للمطالبة بالإفراج عنه، وهو ما تمّ في أواسط السبعينات ثم توجّه إلى العيش بفرنسا حيث التحق بحركة العامل التونسي ونشط في قضايا عالمية مثل مقاومة الحرب على الفيتنام والقضايا الوطنية قبل أن يعتزل نهائيا العمل السياسي ليعود بعد ذلك إلى العيش في تونس بمسقط رأسه في قليبية. محمد بن جنات، الذي اعتزل العمل السياسي وكان دائم الرفض لجميع المبادرات التّي اقترحت عليه، أمضى سنة 2009 عريضة مساندة لمناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس المسجونين وقدّم منذ بضعة أشهر حوارا يتيما في فرنسا وهو على فراش المرض عبّر فيه عن بعض مواقفه بخصوص الثّورة التّونسية والشأن العالمي وعدائه للامبريالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق